"السيسي"
يفتح قلبه "لابن أبي صادق" (3)
وتابعت حواري مع الرئيس:
- ما خطرش في بالي أن سيادتك مُلِم بكل
التفاصيل دي .. أحييك يا فندم على مقدرتك في التحليل والتصوير بالمزيج الصارخ ده
من الكآبة والقبح في "اسكندريتنا" الجميلة واللي بتحمّل حاكمها عبء كبير
قوي حضرتك قدّه إن شاء الله .. إذن ما هو تصوّرك للحلول ؟
- رغم الجهود الخرافيّة اللي بنبذلها لعلاج
المشاكل دي بس للأسف كل دي بمثابة حقن مسكّنة فقط .. وأتمنّى أكون زي الطبيب اللي
يشخّص صح ويحط إيده على أصل العلّة فيعمل جراحةً جذريّة لحل المعضلات دي.
- طب ممكن سيادتك تلخّص لنا الحلول دي في
بنود محدّدة.
فألقى الرئيس بسنّارته على الصخور برفق وأشاح
بوجهه ناحية الأفق البعيد وقال وقد لمعت عيْناه كشابٍ في العشرين يتحدّث عن أحلامه
المرجوّة:
- الحلول دي في دماغي من زمان .. بس عايزة
أموال ضخمة علشان ننفذها .. خد عندك يا سيدي:
§ التفكير خارج
الصندوق للبحث عن حلول مبتكرة لطرق الهاي واي السريعة الجديدة زي الكوبري المعلّق
الموازي للشاطئ بين "المنتزة - الدخيلة - العلمين" واللي عرضت علينا
"اليابان" في أوائل التسعينات تمويله بنظام الـ B.O.T. اللي
هوَّ يعني بناءها للكوبري على نفقتها وتشغيله لصالحها لمدّة عشرين سنة ثم تسليمه
للبلد.
§ الإسراع بتنفيذ مشروع مترو الأنفاق الراقد في أدراج الروتين من سنين واللي مساره ح يبقى من تحت طريق ترام الرمل حتّى مدينة "برج العرب" الجديدة بدل قطر "أبو قير" وتحويل شارع "ملك حفني" بحري وقبلي القطار إلى طريق أسفلتي ذو أربع حارات.
§ دراسة مشاريع الطرق المعلّقة زي طرق "المحور ومايو وأكتوبر" في "القاهرة" وزي مشروع "المونوريل" المعلّق في العاصمة الإداريّة الجديدة وده برضه بنظام الـ B.O.T..
§ إنشاء قوّات
المجتمع المدني بالتعاون بين الشرطة والشباب المتعلّم بنظام التطوّع أو المكافأة
لضبط الشارع المصري وتطبيق القانون كما كان يحدث من قبل في إزالة إشغالات المقاهي
والمتاجر والباعة الجائلين بعيداً عن رقابة الأحياء المليانة بالفساد.
§ تفعيل قانون المرور
الجديد والضرب بإيد من حديد على كل المتجاوزين وتطبيق أحكام فوْريّة على المخالفين
وتشريع قانون النقط على الرخص والتشديد على التصريح باستخراجها من المنبع مع
السماح بإنشاء مدارس تعليم للمرور يلتحق بها إجباريّاً أصحاب الرخص المسحوبة الهاي
ريسك أصحاب المخاطر العالية في القيادة .
§ أفكّر في تطبيق نظام مروري جديد اقترحه عليّ أحد المواطنين لتخفيف ازدحام العربيّات في الشوارع بتسيير السيّارات ذات الأرقام الفرديّة في الأيّام الفرديّة زي الأحد والثلاثاء والخميس وذات الأرقام الزوْجيّة في الأيّام الزوْجيّة زي السبت والإثنين والأربعاء، أما يوم الجمعة فيُسمَح لجميع السيّارات بالسيْر والاقتراح ده ح يساهم في تقليل الزحام وتوْفير الوقود إلى النصف ويخلّي الناس يتشاركوا الركوب كل واحد في عربية التاني مرّة كده ومرّة كده.
§ إشراك جمعيّات
المجتمع المدني في التوْعية بخصوص تدوير القمامة من المنبع ومنحهم أراضي خارج
المدينة لعمليّة التدوير النهائي وتشجيع الشباب لعمل شركات لنقل القمامة وفرزها
وإنشاء مصانع للاستفادة من نواتج التدوير وانا اطّلعت بنفسي على مشاريع واعدة
جاتني لتحويل المخلّفات إلى طاقة وسماد عضوي و ح نبدأ في تنفيذ المشروعات دي حالاً
إن شاء الله.
§ وقف عمليّات البناء المخالف
بشدّة وحزم وإيجاد حلول لها من خلال لجان مشتركة بين الأحياء ونقابة المهندسين
لتصنيف وفحص المباني المخالفة هندسيّاً مع مصادرة ثلث المباني الصالحة منها لصالح
الإسكان التعاوني للشباب أما الغير صالحة فيتم هدمها على حساب المخالفين أو على
حساب المحافظة شرط سحب ملكيّة الأرض من صاحبها المخالِف ووضع لافتات تحذير
للمواطنين أول كل شارع تحذّرهم من شراء المساكن المخالفة الكائنة بالشارع ده أمّا
الريع الناتج عن تحصيل المخالفات فيتحط في صندوق لبناء مساكن شعبيّة خارج كردون
المدينة للطبقات الفقيرة وساكني العشوائيّات والشباب.
§ الضرب بإيد من حديد على الإسراف في
استهلاك المياه خصوصاً المستخدمة في تنظيف الشوارع والعربيّات وعمل تعديل في شكل
المباني لتتوافق مع البيئة والاستفادة من الطاقة الشمسيّة والتدوير الذاتي
للمخلّفات بكل مبنى وعندي تصوّر كامل لده من خلال رحلاتي لمختلف بلاد العالم
خصوصاً "ألمانيا" التي بتتغنّى بالمهندسيْن المصريّيْن "هاني
عازر" و"إبراهيم سمك" في مجال المواصلات والطاقة البديلة.
§ لازم نشتغل بكل جد
علشان نتتخلّص من التلوّث السمعي في الشارع السكندري واللي يبسبّبه الباعة
الجائلين والعربيّات وده طبعاً بالتعاون مع المجتمع المدني.
§ أنا كلّفت الجهات
المختّصة بعمل مسح دقيق لأراضي الدوْلة والأوْقاف لوقف التعدّي عليْها.
§ تجديد شبكات الصرف
الصحّي علشان "اسكندريّة" ما تغرقش في شبر مياه زي كل شِتا من خلال
التمويل من صندوق المخالفات وعائد بيع الشقق المخالفة اللي قلت عليها قبل كده.
§ إقامة مشاريع تنمويّة على نطاق واسع
زي: زراعة أسطح المباني بالخضر والفاكهة .. عمل مزارع سمكيّة بين الأرصف الصناعيّة
اللي بنبنيها ده الوقت داخل خلجان البحر للحصول على كميّات كبيرة من الأسماك
والقشريّات .. تأجير مزارع لتربية الماشية على أطراف المحافظة يتملّكها الشباب
وعمل منافذ توزيع لتسويق منتجاتها.
- ما شاء الله يا فندم .. كلّها مشاريع عظيمة
جداً يا ريت تتم بإذن الله .
- أرجو من خلال وسائل الإعلام المتميّز الجاد
زي جريدتكم أنها تمثّل قناة اتصال بين وزارات الحكومة وإدارات المحافظة وبين
المجتمع السكندري وعمل بنك للأفكار والمقترحات الجديدة للمساهمة العمليّة في حل
مشاكل "اسكندرية" .. وطبعاً لازم نعترف أن الجانب المادّي له دوره
وتأثيره الكبير على تنفيذ هذه المشاريع خصوصاً مع الظلم البيّن اللي بتتعامل به
"القاهرة" المركزيّة مع باقي المحافظات .. وأتمنّى نستفيد بإمكانيّات
وتمويل أبنائنا بالخارج وده موضوع تاني وضعت له خطّة رائعة في ذهني وسأنفّذها إن
شاء الله.
- و اللهِ يا ريّسنا حضرتك أسعدتني بصراحتك
وإصرارك على خدمة "الأسكندريّة" اللي بنعشقها كلنا جميعاً .. نيجي بقى
للمواضيع اللي بتهم كل مصري ومش بس الاسكندرانيّة .. تسمح لي؟
- اتفضّل .